"الحلومر"المشروب الأصعب فى رمضان السودان

رقائق و"الحلومر"
رقائق و"الحلومر"

وفقا لإحدى الروايات الأكثر ترجيحا، فإن تاريخ علاقة السودانيين بـ"الحلومر " تعود إلى ما قبل 5 آلاف عام، عندما فكرت سيدة من شمال السودان بالاستفادة من جوال ذرة غمرته مياه الأمطار لعدة أيام؛ فقامت بطحنه وتخميره وأضافت له مجموعة من التوابل المحلية من أجل تحسين رائحته وفائدته الغذائية ومن ثم صنعت منه رقائق بنية اللون جمعت بين نكهتين، مما جعلها تطلق عليه تسمية "الحلومر".

وبدأت تلك السيدة بتقديم عصير تلك الرقائق لضيوفها بعد إضافة الماء والسكر إليه، لكنها سرعان ما اكتشفت ميزة أخرى له إضافة إلى طعمه الجميل، حيث يساعد بشكل سريع في قطع حالة العطش خصوصا في المناطق الحارة وهو ما جعل منه المشروب المفضل في شهر رمضان منذ ذلك الوقت.

ولأكثر من 5 آلاف عام ظلت رائحة "الحلو مر" تشكل أول مؤشر على قرب شهر رمضان، في السودان، حيث تحرص جميع الأسر السودانية على صناعة رقائق "الحلومر"، وهي عملية تكلف الكثير من الجهد والمال لكنها تشكل جزءا من الطقوس الرمضانية الأصيلة.

وعلى الرغم من حرص الأسر على إرسال شحنات من "الحلو مر" إلى أقاربهم في دول المهجر قبل وقت كاف من بداية شهر رمضان، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت مبادرات نسوية في العديد من بلدان المهجر لتصنيع رقائق الحلومر في تلك البلدان.

وانتشر بشكل واسع خلال اليومين الماضيين، مقطع فيديو يظهر مجموعة من النساء السودانيات المقيمات في الولايات المتحدة الأميركية وهن يصنعن رقائق المشروب الرمضاني الشعبي السوداني المعروف باسم "الحلومر".

ويحتاج إعداد المشروب المميز لعدة أيام حيث تبدأ النسوة التحضير لإعداده قبل شهر أو شهرين من حلول رمضان وتوضع الذرة على الخيش وترش بالماء لعدة أيام حتى تنبت ويخرج منها الزرع وتسمى هذه العملية محلياً ب "الزريعة" ويقص الزرع بعد ذلك ويرمى، بينما تؤخذ الذرة النابتة وتجفف وتطحن وتطبخ في النار وتوضع معها البهارات.

ترشيحاتنا